عالم فى تقدم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اخى الكريم ما عليك الا ان تقوم بالتسجيل الى المنتدى لتحصل على كل ما هو جديد و شيق مفيد
عالم فى تقدم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اخى الكريم ما عليك الا ان تقوم بالتسجيل الى المنتدى لتحصل على كل ما هو جديد و شيق مفيد
عالم فى تقدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مصرى _ عربى _ اسلامى _ ثقافى _ اخبارى _ دينى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
Full
المواضيع الأخيرة
» ثلاثة علماء يتقاسمون جائزة نوبل للفيزياء
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 1:42 am من طرف الله اكبر

» وزارة التربية والتعليم تدرس تعديلات في نظام الثانوية العامة
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 1:19 am من طرف الله اكبر

» طبيب مصرى: انتظام طعام الأطفال يحدد وزنهم المثالى
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 12:46 am من طرف الله اكبر

» طالبة مصرية تفوز بجائزة في مسابقة الإتحاد الأوروبي للعلماء الشباب
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 12:40 am من طرف الله اكبر

» خبير تغذية:تناول الأطفال الخبز "الفينو"بسندوتشات المدرسة يضر بصحتهم
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 15, 2011 12:27 am من طرف الله اكبر

» الاسطوانات التعليمية لجميع المناهج والصفوف والمراحل الدراسية الصادرة من وزارة التربية والتعليم
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 14, 2011 11:51 pm من طرف الله اكبر

»  فكرة في الدفاع عن أمي عائشة
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 08, 2011 2:14 am من طرف الله اكبر

» ساعة لقلبك
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 03, 2011 3:24 am من طرف الله اكبر

» اضحك وكركر من قلبك
   إصلاح الباطن I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 03, 2011 3:07 am من طرف الله اكبر

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

  إصلاح الباطن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زاهر سيد حسن
Admin
زاهر سيد حسن


عدد المساهمات : 173
نقاط : 24886
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
العمر : 28
الموقع : زاهر 2012

   إصلاح الباطن Empty
مُساهمةموضوع: إصلاح الباطن      إصلاح الباطن I_icon_minitimeالجمعة يوليو 29, 2011 6:22 pm


إصلاح الباطن


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، ثم الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ، ولا اعتصامي ، ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلَّم ، رسول الله سيِّد الخلق والبشر ، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أذنٌ بخبر ، اللهمَّ صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريَّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

جرى فسقٌ في بعض الفنادق ، حيث شُرب الخمر ، وحيث الاختلاط بين النساء والرجال، وقد كتب على بطاقة الدعوى : الطيِّبون للطَّيِّبات ! أيُّ طيبٍ هذا ؟ أفي هذه المعاصي التي اقْتُرفَت؟ أم في هذه الخمور التي شربَت .

أيها الإخوة المؤمنون ، هذا الذي يعتبُ على الله عز وجل لأنّه توهَّم أنَّ الله تخلّى عن المؤمنين ، والله سبحانه وتعالى ما كان له أن يتخلّى عن المؤمنين ، هذا من سابع المستحيلات ، ولكن لِنُلاحظ أنفسنا ، هل نحن في مستوى تأييد الله لنا ؟

أيها الإخوة الكرام ، آيةٌ ثانية ، وهي قوله تعالى :


[ سورة الأنعام ]

إذا اجْتنَبَ الإنسان الفواحش الباطنة كالخمر ، الزنا ، السرقة ، إذا اجْتنَبَ الإنسان الفواحش الظاهرة فما له لا يجتنبُ الفواحش الباطنة ؟ الفواحش الباطنة أشدّ فَتْكًا في الإنسان من الفواحش الظاهرة ، لماذا ؟ لأنّ الفواحش الظاهرة سريعا ما يتوب الإنسان منها ، أما الفواحش الباطنة إذا اسْتمرأها واسْتقرَّ عليها ، ورضي بها ، وجعلها دَيْدَنًا له ، هذه الفواحش الباطنة تهلكُه ، وتلقي به في مهاوي الرّدى .

أيها الإخوة الكرام ، قال تعالى :


[ سورة الأنعام ]

كما نحرصُ على عيوننا ، كما نحرصُ على حواسّنا ، ما منَّا واحدٌ إلا يكادُ يخرجُ من جلده إذا شعر أنّ في عَيْنِهِ خللاً ، أو أنّ في سمْعه خللاً ، أو أنّ في حركته خللاً ، أو أنّ في نطقهِ خللاً يُبادرُ إلى الطبيب ، ويعلوه الهمّ ، ويمتلأُ قلبهُ حزنًا وضيقًا ، فما له لا يتألَّم الألم نفسهُ إذا رأى في قلبه حسدًا ؟ أو رأى في قلبه ضغينةً ؟ أو رأى في قلبه كِبْرًا ؟ أو رأى في قلبه استِعْلاءً ؟ أو رأى في قلبه اتِّهامًا للآخرين ؟ أو رأى نفسه فوق الناس ؟ ما له لا يطير ألمًا ، أو ما له لا يخرج من جلده ألمًا إذا أدرك أنّ قلبهُ ليس سليمًا ؟ وأنَّه سيلقى الله به ، وأنّه رأس ماله يوم القيامة ، وأنّ الله لا ينظر إليه ، وأنّ الله سيحْجبهُ عنه ، هذا معنى قول الله تعالى:


[ سورة الشعراء ]

كيف نسْتحقّ نصْر الله إذا كنَّا متدابرين ؟ إذا كنّا متباغضين ؟ إذا كنَّا متحاسدين ؟ إذا أراد بعضنا أن يحطِّمَ بعضه الآخر ، إذا أردنا أن نأكل أموالنا بالباطل ، ونُدْلي بها إلى الحكام ، إذا امتلأَ قصْرُ العدْل بالقضايا التي تزيد عن عشرات الألوف كلّها دعاوَى بالباطل ، كلُّها من أجل أن نأكل حقّ إخواننا ، أتُريدون من الله عز وجل أن ينصرنا على هذا الحال ؟ ما جَدْوى عبادتنا ؟ ماذا تنفعُ صلاةٌ جَوْفاء ؟ ماذا ينفعُ صيامٌ لا معنى له ؟ ماذا ينفعُ حجٌّ إلى بيت الله الحرام ، ولم يعُد الحاجّ بِنَموذج آخر ؟ عاد أسْوَأ مِمَّا ذهب ، أهذا هو الإسلام ؟ أهؤلاء الذين يستحقُّون النَّصْر من الواحد الدّيان ؟



أيها الإخوة الأكارم ، آيةٌ ثالثة تشير إلى إصلاح الباطن ، قال تعالى :


[ سورة الكهف ]

إنَّه الشِّرك الخفيّ ، أخْوَفُ ما أخاف على أمّتي الشّرك الخفيّ ، أما إنَّني لسْتُ أقول إنّكم تعبدون صنمًا ولا حجرًا ، ولكن شَهْوةٌ خفِيّة ، وأعمال لغير الله ، أن ترائي بِعملك ، الرّياء والشّرك من لوازم البعد عن الله عز وجل ، الرّياء والشِّرك يُحبطان العمل ، ألم تقرأ قوله تعالى :


[ سورة الفرقان ]

لماذا قُذِفَ هذا العمل وجُعِلَ هباءً منثورًا ؟ لماذا ردّ هذا العمل إلى وُجوه فاعليه ؟ لماذا لمْ يقبل هذا العمل ؟ لأنّ الشِّرْك خالطَهُ ، ولأنّ الرّياء خالطَهُ ، ما الشِّرْك وما الرِّياء إلا ضَعْفٌ في التوحيد، لذلك قال الله عز وجل :


[ سورة الكهف ]

يا أيها الإخوة الأكارم ، هذه الأعضاء الظاهرة يجبُ أن تعبد الله تعالى عبادة العين غضُّ البصر ، وعبادة الأذن ألا تسمع الغيبة والنميمة والغناء وما إلى ذلك ، عبادة اللّسان أن يكون رطْبًا بِذِكْر الله ، عبادة اليد الإحسان ، وعبادة الرّجل السَّيْر إلى بيوت الله عز وجل ، هذه العبادات الظاهرة ، وأما القلب فعِبادتُهُ الإخلاص لله عز وجل ، قال تعالى




[ سورة الأنعام ]

لا بدّ من أن يعبد القلب الله ، وعبادة القلب إخلاصه لله ، لا رياء ، ولا شِرْك ، ولا نفاق ، ولا مداهنَة ، ولا مُصانعَة ، ولكن إلهي أنت مقصودي ، ورضاك مَطلوبي ، قال تعالى :


[ سورة الإنسان ]

أيها الإخوة الأكارم ، حديث شريف يؤكّد المعنى نفسه ، قال عليه الصلاة والسلام : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)) ، هذا القلب إنْ صلح صلح الجسد كلّه بالمعنى المادّي ، وإن فسدَ فسَدَ الجسد كلّه بالمعنى الروحي ، إن صلح القلب صلحَت العبادات ، وقُبِلَتْ الأعمال ، وصحَّ السُّلوك ، وإن فسد كان النّفاق والرِّياء ، وكان ردّ العمل ورفضهُ ، وحجْبُ صاحبه عن الله عز وجل .

أيها الإخوة الأكارم ، حديث آخر يؤكِّد المعنى نفسه : ((إنّ الله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى أعمالكم)) ، الإنسان مهما حسَّن في منظره فالموت كما قلتُ لكم في خُطبٍ سابقة يلغي غِنَى الغنيّ ، ويلغي فقْر الفقير ، ويُلغي قوّة القويّ ، ويُلغي ضَعف الضعيف ، ويُلغي صِحَّة الصحيح ، ويٌلغي سُقْم السقيم ، الموت يلغي كلّ شيءٍ ، ولكنّ العمل الصالح هو الذي يبدأ بعد الموت يا قُيَيْس إنّ لك قرينًا يُدْفنُ معك ، وهو حيّ ، وتُدْفن معه ، وأنت ميّت ، فإن كان كريمًا أكرمك ، وإن كان لئيمًا أسْلمك ألا ، وهو عملك .

أيها الإخوة الكرام ، ينبغي أن نسأل أنفسنا هذا السؤال كلّ يوم ؛ ما طبيعة العمل الذي أنا متلبّسٌ به ؟ هل أنا متلبِّسٌ بِعَملٍ لا يرضي الله تعالى ؟ هل في بيتي عملٌ لا يرضي الله تعالى ؟ هل في أهل بيتي سلوكٌ لا يرضي الله ؟ هل في كسْب مالي كسبٌ لا يرضي الله تعالى ؟ هل في إنفاق مالي إنفاقٌ لا يرضي الله تعالى ؟ هذا السؤال اليومي ، لأنّ الإنسان إذا عدَّ غدًا من أجله فقد أساء صُحْبة الموت ، فقد ينامُ ولا يستيقِظ ، وقد يستيقظ وينام في القبر ، وقد يسافر ، ولا يعود ، وقد يخرج من بيته ، ويعود مَحمولاً ، وقد يدخل البيت ، ويخرج منه محمولاً ، الموت سريع سريع ، وكلّ مخلوقٍ يموت ، ولا يبقى إلا ذو العزّة والجبروت ، الليل مهما طال فلا بدّ من طلوع الفجر ، والعمر مهما طال فلا بدّ من نزول القبر ، ما منَّا إلا ويقرأ النعي كلّ يوم ، كلّما مرّ على نعْي جديدة وقفَ أمامها ، وقرأ من المتوفّى ، وقرأ من هم آل المتوفّى ؟ وقرأ أين عنوان بيت المتوفّى ؟ فإن كان بينهما قرابةٌ بادرَ إلى تعزِيَتِهِ ، وهل يخطر في بال هذا الذي يقرأ هذه النّعَي أنَّه لا بدّ من يومٍ يقرأ الناس نعْوتُهُ ، ويصبح رهين عمله ، وأسير سُلوكه ويصبحُ في قبضة الله عز وجل ، قال تعالى :


[ سورة الشعراء ]

هذا الشيء الذي لا بدّ من أن يأتي ، قال تعالى عنه :


[ سورة النحل ]

معناه لمْ يأتِ ، مادام الله تعالى ينهانا عن أن نسْتعجلُه إذًا لمْ يأت بعدُ ، فلماذا عبَّر عنه الله بأنَّه قد أتى ؟ هذا من باب تحقّق الوُقوع ، يعني كلّنا قد حُكِمَ عليه بالموت مع وقْف التنفيذ ، ما من واحدٍ بعد مئة عامٍ ترونه في هذا المكان ، أبدًا ، باليقين ، كلّنا محكوم عليه بالموت مع وقف التنفيذ ، فالإنسان السعيد هو الذي يفكِّر دائمًا ، صباحًا ومساءً في سرِّه ، وفي جهره ، وفي خلوته ، وفي جلوته ، بهذه الساعة التي يفارق فيها الدنيا ، كلّ شيءٍ جمَّعهُ في حياته يفقدُه في ثانية واحدة ، ويصبِح رهين عمله ، فلذلك الإنسان إذا واجه الموت قبل أن يستعدّ له يُصْعق ، لكنّه إذا واجهه وقد اسْتعدَّ له بالأعمال الصالحة ، وبالتوبة والإنابة ، بِطَلب العلم الشرعي ، وبِحُضور مجالس العلم ، بان يستقيم على أمر الله ، وبأن يجعل بيته إسلاميًّا ، وعملهُ إسلاميًّا ، وكسْبهُ إسلاميًّا ، إلى أنْ يشْعر أنَّ الله سبحانه وتعالى قد رضيَ عنه ، هذا هو الذكاء ، وهذا هو العقل ، وهذا هو التفوُّق، وهذا هو النجاح ، وهذا هو التوفيق .

من خلال هذا البحث نجد أنّ هناك عبادات ظاهرة كالصوم والصلاة والحج والزكاة وغض البصر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإصلاح ذات البَيْن ، إلى آخره ، وهناك عبادات باطنة كالتوبة والإنابة والتوكّل ، والتفويض والتسليم ، والتواضع والرضا بقَضاء الله وقدره ، والحبّ والرحمة والإنصاف ، وما إلى ذلك ، هذه العبادات الباطنة إذا صحّتْ صحَّت العبادات الظاهرة ، إذًا يمكن أن نقول ، ولَسْنا مبالغين : إنّ إصلاح القلب هو الدّين كلّه ، لأنّ إصلاح الظاهر شطْر الدّين ، وأنّ هذا الشَّطْر لا يصحّ إن فسدَ الباطن ، إذًا إصلاح الباطن هو الدّين كلُّه .

أيها الإخوة الأكارم ، يقول بعض العلماء الشريعة طافحةٌ بإصلاح القلوب بالمعارك والأحوال ، لا بدّ نم أن تعرف الله ، لا بدّ من أن تقتطِعَ من وقتك وقتًا لِمَعرفته ، لا بدّ من أن تقرأ كتاب الله ، لا بدّ من أن تستمع إلى تفسيره ، لا بدّ من أن تفهم حديث رسول الله ، لا بدّ من أن تقف على سيرته ، ولا بدّ من أن تعرف الأحكام الفقهيّة ، هذا جانبٌ من جوانب الشريعة ؛ طلب العلم ، لأنّ صلاح القلب وصلاح الظاهر أساسه المعرفة ، والمعرفة أساس الدّين ، وأصل الدِّين معرفتهُ ، فيقول أحد العلماء : الشريعة طافحة بإصلاح القلوب بالمعارف والأحوال ، والعزم والنيّات ، ومعرفة الأحكام الظاهرة معرفة لِجَلِيّ الشرع ، ومعرفة البواطن معرفةٌ لِدَقائق الشرع ، لا يكفي أن تعرف جلِيّ الشّرع ، لا بدّ من أن تعرف دقائقَهُ .

أيها الإخوة الأكارم ، هؤلاء الذين يقطعون الناس عن الله ، ما سِرُّهم ؟ إنَّهم تشبَّهوا بقَومٍ وليْسُوا منهم ، لا يُقاربونهم في شيء ، فعلوا الأفعال الظاهرة ، وكانت قلوبهم مُنْكرة ، لذلك كانوا مُثُلاً سيّئة للناس ، كيف أنَّ هناك في الناس من هو داعيةٌ إلى الله عز وجل ، يقرّب الناس إلى الله يُحبّبُ الناس لله عز وجل ، يزيدهم طاعةً لله عز وجل ، إنّ في الناس أناسًا فسدَ باطنهم ، وصلح ظاهرهم ، هؤلاء كَقُطَّاع الطُّرق يقطعون الزاهدين إلى الله عن بُغْيتهم ، لأنّهم مُثُلٌ سيّئة ، فيا أيها الأخ الكريم بإمكانك أن تكون موصلاً أو قاطعًا ، مُحَبِّبًا أو مُبَغِّضًا ، مرغِّبًا أو منفِّرًا جامعًا أو قاطعًا ، ِسُلوكك .

أيها الإخوة الكرام ، كمال الإيمان في التناسق بين الظاهر والباطن ، بين صلاح القلب وصلاح الأعضاء ، بين صلاح القلب وصلاح السُّلوك ، بين العمل الصالح ، وبين الإخلاص ، أما الذين انْفصَمَتْ شَخْصيّتهم ، وازْدَوجُوا ، وصار لهم ظاهرٌ يُرضي الناس ، وباطنٌ لا يرضي الناس في الباطن أحبُّوا الدنيا ، وأقبلوا عليها وفعلوا من أجلها كلّ شيءٍ واستهْوَنوا من أجلها كلّ محرّم ، هؤلاء الذين ازْدَوَجَتْ شخصيّاتهم ، كان لهم ظاهر وكان لهم باطن ، كانت لهم جَلْوة ، وكانت لهم خلوة ، ومن لم يكن له ورعٌ يصدّه عن معصيَة الله إذا خلا لمْ يعبأ الله بِشَيء من عمله، لذلك ترى هذا الانفصام في شخصيَة المسلم ، يعني أعماله ليْسَت إسلاميّة ، ولكنّه يتظاهر بِمَظاهر إسلاميّة ، عندهُ مسْبحٌ مختلط ويقيمُ مَوْلدًا للنبي عليه الصلاة والسلام يدْعو إليه بعض العلماء لِيُلقي الكلمات ويتبرَّك بهم !! ما هذا التبرّك ؟ ما هذه الشخصيّة المتناقضة ؟ معصِيَةٌ ظاهرة هو يرعاها، وهو سببها وبعد ذلك يريد أن يغطِّي هذه المعاصي ، وهذه الموبقات باحتفالات اسْتِعراضيّة ، يرفعُ نفسهُ إلى مقام المؤمنين ، الشخصية المزدوجة هي الشخصيَة التي يعاني منها العالم الإسلامي ، دينهُ في واد ، وحياته في واد ، كسْبُ ماله ، نزهاتهُ ، احتفالاته ، بيتهُ بعيد عن الدِّين ، ولكن له مظاهر إسلاميّة ربّما توهَّم المُتَوَهِّمون أنَّهم من الأتقياء الكبار .

أيها الإخوة الأكارم ، هذا الازدواج في الشخصية يجعل المسلمين يتنافسون ولا يتعاونون، يتباغضون ولا يتراحمون ، يتراشقون التُّهَم ولا يُحسن بعضهم لبعض الظنّ ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام : ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أو من قلة نحن يا رسول الله ؟ قال : إنكم كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم ، و ليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا : وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا و كراهية الموت)) ، حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة ، حبُّ الدنيا وكراهيَة الموت هو الوهْن الذي يصيب المسلمين في العالم الإسلامي في آخر الزمان ، هم يزيدون عن مليار ومئتي ألف ! أكثر من خمْس سُكَّان الأرض ، مع أنّ النبي عليه الصلاة والسلام : ((لن تغلب من أمّتي من اثني عشرة ألف من قلّة)) ، يعني اثنى عشر ألف مؤمن كما أراد الله عز وجل لن يُغْلبوا ، أما إذا كان مليار ومئتي ألف باطنهم فاسِد ، قلبهم بعيد عن ذكر الله ، أعمالهم الظاهرة بعضها وأكثرها غير منضبط، فأنَّى لهم أن يستحقُّوا نصر الله عز وجل ؟

أيها الإخوة الأكارم ، روى البخاري ومسلم : ((أن تُبْسَطَ عليكم الدنيا ...)) ، المنافسة على الدنيا هي سبب أكبر المصائب التي حلَّتْ بالمسلمين ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام : ((تعِسَ عبْد الدّرهم والدينار ...)) .

أيها الإخوة الأكارم ، للموضوع صلة نتابعهُ في خطبة قادمة حيث نتحدّث عن العلاج .

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطّى غيرنا إلينا فلْنَتَّخِذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتْبعَ نفسه هواها ، وتمنّى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .



الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين ، وأشهد أنّ سيّدنا محمَّدًا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أيها الإخوة الكرام ، قيل : هلك المُسَوِّفون ، المُسَوِّف الذي إذا جلس في مجلس علم ، أو في خطبة جمعة ، وتأثَّر بأفكارها ، وأراد أن يتوب إلى الله عز وجل قال :سأفعل بعد حين ! في أوّل العام الدراسي إذا كان طالبًا أو في أوّل انتهائِهِ من الفُحوص ، إذا كان في العام الدّراسي ، أو بعد أن أتزوّج ، أو بعد أن أُؤسِّس هذا المحلّ !! هذا الذي يعلّق توبته على حدثٍ مستقبلي ، إنّه مسوِّف ، وقد قيل ، هلك المسوِّفون ، لأنّه قد لا يدري أيَصِلُ إلى هذا الموعد ، أو لا يصل ؟ فيا أيها الإخوة العلم ما لم يُعْملُ به ، الجهل أولى منه ، لأنّ العلم يضعُك عند مَسؤوليّاتك ، العلم ما لم يُعْملُ به كان الجهل أولى منه ، لأنّ الجاهل له حساب ، والذي بلغه العلم له حساب فيا أيها الإخوة، الإنسان إذا اتَّعَظ ، أو إذا تأثَّر ، أو إذا أجْرى محاكمةً منطقِيَّةً فرأى أنَّ الخير أن يتوب إلى الله ، أنّ الخير أن يدعَ هذا العمل ، أنّ الخير أن يدَعَ هذه التِّجارة ، الخير أن يضبط بيتهُ ضبطًا إسلاميًّا ، الخير أن ينطلق إلى طاعة الله عز وجل ، إذا رأى الخير كذلك فلا يُسَوِّف لأنّه إن سوَّف هلك ، وهلك المُسوِّفون ، أساسًا ما من واحد على وجه الأرض متلبّس بِمَعصيَة إذا كان على إيمانٍ ضعيف بالله عز وجل إلا ويقول : سوف أتوب إن شاء الله ، ولكن كلمة سوف في موضوع التوبة ربّما كانت مهلكة ، فلذلك عقدَ أحدكم العزم أن يتوب فلْيَتُب من توِّه ، ولْيُبادر إلى إصلاح ظاهره وباطنه ، وليُقِم الإسلام في بيته ، إن فعل ذلك قطَفَ الثِّمار يانعةً في اللّحظة التي يتوب فيها ، إذا رجع العبد العاصي إلى الله نادى منادٍ في السماوات والأرض أن هنِّؤوا فلانًا فقد اصطلح مع الله ، التَّهْنئة الحقيقيّة لا في شراء البيت ، ولا في زواجٍ ناجح ، ولا في اقْتناء مركبةٍ ثمينة ، ولا في اعتِلاء منْصِبٍ رفيع ، التَّهنئة الحقيقيّة تلك التي تحصل إذا اصطلح الإنسان مع ربّه، وتعرّف إليه ، وطبَّق منهجُ ، إذًا هو في الخطّ الصحيح ، وفي الموقع الصحيح ، وفي الهدف الصحيح ، يشعر أنَّه حقق الهدف من وُجود ، وحقَّق إنسانيّته .

اللهمّ اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيْت ، وتولَّنا فيمن تولّيْت ، وبارك اللّهم لنا فيما أعْطيت ، وقنا واصْرف عنَّا شرّ ما قضَيْت فإنَّك تقضي ولا يُقضى عليك ، إنَّه لا يذلّ من واليْت ، ولا يعزّ من عادَيْت ، تباركْت ربّنا وتعاليْت ، ولك الحمد على ما قضيْت نستغفرك اللهمّ ونتوب إليك ، اللهمّ هب لنا عملاً صالحًا يقرّبنا إليك ، اللهمّ أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارضَ عنَّا ، وأصْلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصْلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصْلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا ، واجْعل الحياة زادًا لنا من كلّ خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كلّ شرّ ، مولانا ربّ العالمين ، اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمَّن سواك ، اللهمّ لا تؤمنَّا مكرك ، ولا تهتِك عنَّا سترَك ، ولا تنسنا ذكرك ، يا رب العالمين ، اللهمّ إنَّا نعوذ بك من عُضال الداء ومن شماتة العداء ، ومن السَّلْب بعد العطاء ، يا أكرم الأكرمين ، نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الذلّ إلا لك ، ومن الفقر إلا إليك ، اللهمّ بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحقّ والدِّين ، وانصر الإسلام ، وأعزّ المسلمين، وخُذ بيَدِ وُلاتهم إلى ما تحبّ وترضى ، إنَّه على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

والحمد لله رب العالمين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zaher2020.forumegypt.net
 
إصلاح الباطن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم فى تقدم  :: القسم الدينى :: خطب :: خطب الجمعة-
انتقل الى: